دوالي الساقين عند الرجال: مراجعة شاملة للأسباب و الأعراض و العلاج

اتساع وتلوي الأوردة بسبب تجمع الدم يؤدي إلى مرض دوالي الساقين، وهو أكثر شيوعًا عند النساء (حوالي 55%) بسبب التشريح والتغيرات الهرمونية، بينما عند الرجال، بنسبة انتشار حوالي 45%، غالبًا ما يحظى باهتمام أقل. يمكن أن يكون الرجال أيضًا معرضين للخطر بسبب عوامل مثل النشاط البدني الشديد، نمط الحياة، والوراثة، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن 10-15% من الرجال في الدول المتقدمة مصابون بالدوالي. لمعرفة المزيد عن دوالي الساقين، أعراضها، وأنواعها، ننصح بقراءة ما هي الدوالي؟.

أسباب دوالي الساقين عند الرجال

تشمل الأسباب الرئيسية لدوالي الساقين عند الرجال:

• الضغط المستمر على الساقين: الوظائف أو الأنشطة التي تتطلب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة تسبب ضررًا لجدران الأوردة وصماماتها، مما يزيد من مخاطر الدوالي. تشمل المهن مثل البيع، الخبز، الحلاقة، البناء، الزراعة، التمريض، والقيادة.

• الوراثة والجينات: وجود تاريخ عائلي لدوالي الساقين هو عامل مهم. إذا كان الوالدان أو أحد الأقارب المقربين مصابًا بالمرض، يزداد احتمال إصابة الرجال.

• نمط الحياة: نظام غذائي غير صحي، قلة الحركة، وغياب التمارين المنتظمة يمكن أن تكون عوامل مساهمة.

• السمنة: الوزن الزائد يضع ضغطًا كبيرًا على أوردة الساقين، مما يعيق وظيفتها ويسبب الدوالي. اقرأ المزيد في السمنة ودوالي الساقين.

• التدخين والكحول: الكحول يمكن أن يوسع الأوردة، والاستهلاك المتكرر قد يضعف جدران الأوردة ويعيق وظيفة الصمامات. التدخين يضعف العضلات والأوردة، مما يقلل من قدرة إعادة الدم من الساقين إلى القلب. مزيج التدخين والكحول له تأثير أكثر تدميرًا، مما يعطل وظيفة صمامات الأوردة ويجعلها عرضة للدوالي.

• العمر: مع تقدم العمر، تضعف جدران وصمامات الأوردة، مما يقلل من كفاءتها. قد يكون الرجال الأكبر سنًا أكثر عرضة لدوالي الساقين، رغم أن الحالة يمكن أن تحدث في الأطفال أو الشباب.

• الأمراض الوريدية: تشمل الأمراض الوريدية المرتبطة بالدوالي:

  • القصور الوريدي المزمن: تعطل صمامات الأوردة (مثل الصمامات ثنائية الشرف) التي تمنع تدفق الدم للخلف، مما يسبب تجمع الدم، الالتهاب، التورم، والدوالي.

  • التخثر الوريدي العميق (DVT): تتشكل جلطات دموية في أوردة الساق العميقة، مما قد يضر الصمامات ويزيد مخاطر الدوالي. خطرها الأساسي هو احتمال حدوث انسداد رئوي.

  • متلازمة ماي-ثورنر: حالة نادرة تحدث عندما يتعرض أحد الأوردة الكبيرة التي تعيد الدم من الساقين إلى القلب للضغط، مما يقلل تدفق الدم، ويؤدي إلى تجمع الدم وربما تكوّن جلطات أو أعراض أخرى.

• الأمراض الأساسية:

  • السكري: يضر الأوعية الدموية، يعيق الدورة الدموية، يزيد مخاطر الدوالي، ويؤخر أو يمنع شفاء الجروح المرتبطة بالدوالي.

  • ارتفاع ضغط الدم: زيادة الضغط على جدران الأوردة يمكن أن يسبب اتساعًا وعطلًا، مما يؤدي إلى الدوالي.

  • أمراض القلب والأوعية الدموية: تعطل تدفق الدم الطبيعي، مما يؤثر على وظيفة الأوردة، يسبب تجمع الدم، وأعراض الدوالي.

  • أمراض الكلى: القصور الكلوي يسبب احتباس السوائل، مما يزيد الضغط على أوردة الساقين ويمهد للدوالي.

  • أمراض الكبد: حالات مثل تليف الكبد تزيد الضغط في النظام الوريدي، وقد تؤدي إلى دوالي في الساقين أو أجزاء أخرى.

• الهرمونات الذكرية: تلعب الهرمونات دورًا أقل عند الرجال مقارنة بالنساء، لكن انخفاض مستويات التستوستيرون قد يضعف جدران الأوردة، مما يزيد مخاطر الدوالي.

• الإصابة أو الصدمة: ضربة أو إصابة في الساق أو أوردتها يمكن أن تضر جدران الأوردة، مما يؤدي إلى الدوالي.

أعراض دوالي الساقين عند الرجال

تظهر دوالي الساقين بأعراض متنوعة قد تتفاقم بمرور الوقت:

• الألم، الثقل، والتعب في الساقين، خاصة بعد الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.

• تشنجات عضلية في الساقين، خاصة في الليل أو أثناء النشاط البدني.

• الحكة والحرقان حول الأوردة الدوالية.

• التورم والالتهاب في الساقين والكاحلين، خاصة بعد يوم طويل أو نشاط شاق.

• أوردة بارزة وملتوية باللون الأزرق أو البنفسجي تظهر تحت الجلد.

• تغيرات جلدية، بما في ذلك تغير اللون وجفاف الجلد.

• قد لا يلاحظ الرجال ذوو شعر الساقين بعض الأعراض المرئية، لذا يجب توخي الحذر.

مضاعفات دوالي الساقين عند الرجال

تشمل المضاعفات:

• النزيف: أي إصابة أو ضغط على الأوردة الدوالية يمكن أن يسبب نزيفًا.

• القرحات: الضغط الزائد على جدران الأوردة والأنسجة المحيطة يسبب تقرحات جلدية، خاصة حول الكاحلين.

• الالتهابات: الجلد الضعيف والمتضرر من الدوالي عرضة للعدوى، مما يؤدي إلى التفاقم وتأخير الشفاء.

• الجلطات الدموية: تجمع الدم في أوردة الساق العميقة يمكن أن يؤدي إلى جلطات، مما يزيد مخاطر الانسداد الرئوي.

الوقاية من دوالي الساقين عند الرجال

يمكن منع الحالة باتباع هذه التدابير:

1. تجنب الوقوف والجلوس لفترات طويلة؛ غيّر وضعية الجسم كل 30 دقيقة لتقليل الضغط على الأوردة.

2. التمارين المنتظمة والخفيفة مثل المشي أو السباحة تقوي عضلات الساقين وتحسن تدفق الدم.

3. التحكم في الوزن يقلل الضغط على الأوردة ويخفض مخاطر الدوالي.

4. نمط حياة صحي، بما في ذلك نظام غذائي متوازن، شرب كميات كافية من الماء، وتجنب قلة الحركة، يساعد في الوقاية.

5. الإقلاع عن التدخين والكحول، اللذين يضران بالأوعية الدموية، هو إجراء فعال.

6. ارتداء جوارب الضغط يدعم تدفق الدم ويقلل أعراض الدوالي.

7. رفع الساقين فوق مستوى القلب أثناء الراحة أو النوم عدة مرات يوميًا مفيد.

8. تجنب الأنشطة مثل رفع الأشياء الثقيلة أو رفع الأثقال التي تمارس ضغطًا زائدًا على أوردة الساقين.

9. استخدام مرطبات وواقيات الشمس، خاصة إذا كانت البشرة جافة أو حساسة وتتعرض للشمس لفترات طويلة. غالبًا ما يهتم الرجال أقل من النساء بالعناية بالبشرة، مما قد يكون عاملًا مميزًا في تطور الدوالي.

علاج دوالي الساقين عند الرجال

اليوم، على عكس الماضي، تتوفر علاجات متعددة لدوالي الساقين، ويختار الأخصائي العلاج المناسب بناءً على نوع وشدة الدوالي وحالة المريض. تُقسم العلاجات بشكل عام إلى طرق غير جراحية وجراحية:

• الطرق غير الجراحية:

  • التصليب (علاج دوالي الساقين بالحقن): يتم حقن محلول كيميائي خاص في الأوردة التالفة عبر إبرة صغيرة، مما يؤدي إلى إغلاقها وتسديدها.

  • العلاج بالليزر: يتم استخدام أشعة الليزر لإغلاق وتسديد الأوردة الدوالية.

  • الراديوفريكوينسي (RF): مشابه للعلاج بالليزر، لكن تستخدم موجات الراديو للقضاء على الأوردة التالفة.

• الطرق الجراحية:

  • استئصال الوريد: يتم إزالة الأوردة الدوالية من خلال شقوق صغيرة جدًا.

  • الجراحة التقليدية: طريقة قديمة تُستخدم عندما لا تكون الخيارات غير الجراحية ممكنة.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن أن تحدث الدوالي في الشباب أو في عمر العشرين

نعم، يمكن أن تحدث الدوالي في أي عمر، ويزداد المخاطر مع تقدم العمر بسبب ضعف الأوردة.

هل تُشفى الأوردة الدوالية من تلقاء نفسها

الأوردة الدوالية، بسبب مشكلتها الهيكلية، لا تُشفى دون علاج.

هل علاج دوالي الساقين يختلف بين الرجال والنساء

يعتمد العلاج على نوع وشدة الدوالي وحالة المريض، وليس على الجنس.

ما هي العوامل الأكثر تسببًا للدوالي عند الرجال

الوراثة، العيوب الخلقية، السمنة، الأمراض الأساسية، الوظائف أو الأنشطة الشاقة والطويلة، الصدمات، التدخين، الكحول، ونمط الحياة هي العوامل الرئيسية.